ذكرتك يا معنى الأحبة والهوى ... فطارت بقلبي أنه وعويل
وحييت عن شوق رباك كأنما ... يمثل لي نؤي بها وطلول
أأحبابنا والعهد بيني وبينكم ... كريم، وما عهد الكريم يحول
إذا أنا لم ترض الحمول مدامعي ... فلا قربتني للقاء حمول
إلام مقامي حيث لم ترد العلا ... مرادي ولم تعط القياد ذلول
أجاذب فضل العمر يوماً وليلة ... وساء صباح بينها وأصيل
ويذهب فيما بين يأس ومطمع ... زمان بنيل المعلوات بخيل
تعللني منه أمان خوادع ... ويؤيسني ليان منه مطول
أما لليال لا ترد خطوبها ... ففي كبدي من وقعهن فلول
يروعني من صرفها كل حادث ... تكاد له صم الجبال تزول
أداري على رغم العدا لا لريبة ... يصانع واش خوفها وعذول
وأغدو بأشجاني عليلاً كأنما ... تجود بنفسي زفرة وغليل
وإني وإن أصبحت في دار غربة ... تحيل الليالي سلوتي وتزيل
وصدتني الأيام عن خير منزل ... عهدت به أن لا يضام نزيل
لأعلم أن الخير والشر ينتهي ... مداه وان الله سوف يديل
وأني عزيز بابن ماساي مكثر ... وإن هان أنصار وبان خليل وقال يمدح (١) :
هل غير بابك للغريب مؤمل ... أو عن جنابك للأماني معدل
هي همة بعثت إليك على النوى ... عزماً كما شحذ الحسام الصقيل
متبوأ الدنيا ومنتجع المنى ... والغيث حيث العارض المتهلل
حيث القصور الزاهرات منيفة ... تعنى بها زهر النجوم وتحفل
(١) قالها يمدح أبا العباس سلطان تونس عندما قدم إليه نسخة من كتابه " العبر " انظر التعريف: ٢٣٣.