للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيث الخيام البيض يرفع لعلا ... والمكرمات طرافها المتهدل

حيث الحمى للعز دون مجاله (١) ... ظل أفاءته الوشيج الذبل

حيث الكرام ينوب عن نار القرى ... عرف الكباء بحيهم والمندل

حيث الجياد أملهن بنو الوغى ... مما أطالوا في المغار وأوغلوا

حيث الوجوه الغر قنعها الحيا ... والبشر فوق جبينها يتهل

حيث الملوك الصيد والنفر الألى ... عز الجوار لديهم والمنزل وأنشد السلطان ابن عبد الله ابن الحجاج لأول قدومه ليلة الميلاد الكريم عام أربعة وستين وسبعمائة هذه القصيدة (٢) :

حي المعاهد كانت قبل تحييني ... بواكف الدمع يرويها ويظميني

إن الألى نزحت داري ودارهم ... تحملوا القلب في آثارهم دوني

وقفت أنشد صبراً ضاع بعدهم ... فيهم وأسأل رسماً لا يناجيني

أمثل الربع من شوق وألثمه ... وكيف والفكر يدنيه ويقصيني

وينهب الوجد مني كل لؤلؤة ... ما زال جفني عليها غير مأمون

شقت جفوني مغاني الربع بعدهم ... فالدمع وقف على أطلاله الجون

قد كان للقلب عن داعي الهوى شغل ... لو أن قلبي إلى السلوان يدعوني

أحبابنا هل لعهد الوصل مدكر ... منكم وهل نسمة منكم تحييني

ما لي وللطيف لا يعتاد زائره ... وللنسيم عليلاً لا يداويني

يا أهل نجد وما نجد وساكنها ... حسناً سوى جنة الفردوس والعين

أعندكم أنني ما مر ذكركم ... إلا انثنيت كأن الراح تثنيني

أصبو إلى البرق من أنحاء أرضكم ... شوقاً، ولولاكم ما كان يصبيني


(١) التعريف: في ساحاته.
(٢) التعريف: ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>