للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا الملتقى من بعدها كشب ولا ... عوج الركائب تسأم التخييسا (١)

فوقفت وقفة هائم برحاؤه ... وقفت عليه وحبست تحبيسا

ودعوت عيني عاتباً وعيونها ... بعصا النوى قد بجست تبجيسا

نافست يا عيني در دموعهم ... فعرضت دراً للدموع نفيسا

ما للحمى بعد الأحبة موحشاً ... ولكم تراءى آهلاً مأنوسا

ولسربه حول الخميلة نافراً ... عمن يحس به وكان أنيسا

ولظله المورود غمر قلبيه ... لا يقتضي ورداً ولا تعريسا

حييته فأجابني رجع الصدى ... لا فرق بينهما إذا ما قيسا

ما إن يزيد على الإعادة صوته ... حرفاً فيشفي بالمزيد نسيسا (٢)

نضب المعين وقلص الظل الذي ... ظلنا عكوفاً عنده وجلوسا

نتواعد الرجعى ونغتنم اللقا ... وندير من شكوى الغرام كؤوسا

فإذا سألت فلا تسائل مخبراً ... وإذا سمعت فلا تحس حسيسا

عهدي به والدهر يتحف بالمنى ... وقد اقتضت نعماه أن لا بوسا

والعيش غض الريع والدنيا قد اج ... تليت بمغناه علي عروسا

أترى يعيد الدهر عهداً للصبا ... درست مغاني الأنس فيه دروسا

أوطان أوطار تعوض أفقها ... من رونق البشر البهي عبوسا

هيهات لا تغني لعل ولا عسى ... في مثلها إلا لآية عيسى

والدهر في دست القضاء مدرس ... فإذا قضى يستأنف التدريسا

تفتن في جمل الورى أبحاثه ... لا سيما في باب نعم وبيسا

وسجية الإنسان ليس بناصل ... من صبغها حتى يرى مرموسا

يغتر مهما ساعدت آماله ... فإذا عراه الخطب كان يؤوسا


(١) ق ص: التجنيسا، والتصويب عن الأزهار والبغية؛ التخييس: تذليل الدابة.
(٢) النسيس: غاية الجهد؛ قلت ولعل الصواب " رسيسا ".

<<  <  ج: ص:  >  >>