للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن مرزوق الذي ألفه فيه وسماه المسند الصحيح الحسن من أحاديث السلطان أبي الحسن ".

ولما ذهب لسان الدين ابن الخطيب إلى عامر بن محمد بجبله المشهور زار محل وفاة السلطان المذكور، وقد ألم بذكر ذلك في نفاضة الجراب، إذ قال: وشاهدت بجبل هنتاتة محل وفاة السلطان المقدس أمير المسلمين أبي الحسن رحمه الله تعالى، حيث أصابه طارق الأجل، الذي فصل الخطة، وأصمت الدعوة، ورفع المنازعة، وعاينته مرفعاً عن الابتذال بالسكنى مفترشاً بالحصباء، مقصوداً بالابتهال والدعاء، فلم أبرح يوم زيارة محل وفاته أن قلت (١) :

يا حسنها من أربع وديار ... أضحت لباغي الأمن دار قرار

وجبال عز لا تذل أنوفها ... إلا لعز الواحد القهار

ومقر توحيد وأس خلافة ... آثارها تنبي عن الأخبار

ما كنت أحسب أن أنهار الندى ... تجري بها في جملة الأنهار

ما كنت أحسب أن أنوار الحجى ... تلتاح في قنن وفي أحجار

محت جوانبها البرود، وإن تكن ... شبت بها الأعداء جذوة نار

هدت بناها في سبيل وفائها ... فكأنها صرعى بغير عقار

لما توعدها على المجد العدا ... رضيت بعيث النار لا بالعار

عمرت بجلة عامر واعزها ... عبد العزيز بمرهف بتار

فرسا رهان أحرزا قصب الندى ... والبأس في طلق وفي مضمار

ورثا عن الندب الكبير أبيهما ... محض الوفاء ورفعة المقدار

وكذا الفروع تطول وهي شبيهة ... بالأصل في ورق وفي أثمار

أزرت وجوه الصيد من هنتاتة ... في جوها بمطالع الأقمار

لله أي قبيلة تركت لها ال ... نظراء دعوى الفخر يوم فخار


(١) القصيدة في المشاهدات: ١٢٨ وأزهار الرياض ١: ٢٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>