للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصرت أمير المسلمين وملكه ... قد أسلمته عزائم الأنصار

وارت (١) علياً عندما ذهب الردى ... والروع بالأسماع والأبصار

وتخاذل الجيش اللهام واصبح ال ... أبطال بين تقاعد وفرار

كفرت صنائعه فيمم دارها ... مستظهراً منها بعز جوار

وأقام بين ظهورها لا يتقي ... وقع الردى وقد ارتمى بشرار

فكأنها الأنصار لما أنست (٢) ... فيما تقدم غربة المختار

أما غدا لحظاً وهم أجفانه ... نابت شفارهم عن الأشفار

حتى دعاه الله بين بيوتهم ... فأجاب ممتثلاً لأمر الباري

لو كان يمنع من قضاء الله ما ... خلصت إليه نوافذ الأقدار

قد كان يأمل أن يكافئ بعض ما ... أولوه لولا قاطع الأعمار

ما كان يقنعه لوامتد المدى ... إلا القيام بحقها من دار

فيعيد ذاك الماء ذائب فضة ... ويعيد ذاك الترب ذوب نضار

حتى تفوز على النوى أوطانها ... من ملكه بجلائل الأوطار

حتى يلوح على وجوه وجوههم ... أثر العناية (٣) ساطع الأنوار

ويسوغ الأمل القصي كرامها ... من غير ما ثنيا ولا استعصار

ما كان يرضى الشمس أو بدر الدجى ... عن درهم فيهم ولا دينار

أو أن يتوج أو يقلد هامها ... ونحورها بأهلة ودراري

حق على المولى ابنه إيثار ما ... بذلوه من نصر ومن إيثار

فلمثلها ذخر الجزاء، ومصله ... من لا يضيع صنائع الأحرار

وهو الذي يقضي الديون ويره ... يرضيه في علن وفي إسرار

حتى تحج محلة رفعوا بها ... علم الوفاء لأعين النظار


(١) المشاهدات: آوت؛ ق: وأوت ... بعدما.
(٢) ق: أن سبت.
(٣) المشاهدات: الرعاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>