للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لحا الله أيام الفراق فكم شجت ... وغادرت الجذلان وهو حزين

وحيا دياراً في ربي أغرناطة ... وإني بذاك القرب منك ضنين

لأرخصت فيها نم شبابي ما غلا ... وعزمي على مال العفاف أمين

خليلي لا أمر بأربعها قفا ... فعندي إلى تلك الربوع حنين

ألم ترياني كلما ذر شارق ... تضاعف عندي عبرة وانين

إذا لم يساعدني أخ منكما فلا ... حدت لخؤون بعد ذاك أمون

أليس عجيباً في البرية من له ... إلى عهد إخوان الزمان ركون

فلا تثقن من ذي وفاء بعهده ... فقد أجن السلسال وهومعين

لقلبي عذر في فراق ضلوعه ... وللدمع في ترك الشؤون شؤون

ومن ترك الحزم المعين فإنه ... لعان بأيدي الحادثات رهين

رعى الله أيامي الوثيق ذمامها ... فإن مكاني في الوفاء مكين

ولم أر مثل الدهر أما عدوه ... فحب (١) ، وأما خله فخؤون

ولولا أبو عمرو وجود بنانه ... لما كان في هذا الزمان معين وقال:

زار الخيال ويالها من لذة ... لكن لذات الخيال منام

ما زلت ألثم مبسماً منظومه ... در ومورده الشهي مدام

وأضم غصن البان من أعطافه ... وأشم مسكاً فض عنه ختام مولده عام ستة وسبعمائة، وتوفي بفاس، وقد تخلفه السلطان كاتب ولده عند توجهه لإفريقية في العشرين من رمضان عام ثمانية وخمسين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.


(١) ق: فخب.

<<  <  ج: ص:  >  >>