للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخط ويرسل النادرة، ويقدم على العمل، ويشارك في الفريضة، وبذ السباق في الأدب الهزلي المستعمل بالأندلس، غبر زمانه من عمره محارفاً للفاقة يعالج بالأدب الكذبة، ثم استقام له الميسم، وأمكنه البخت من امتطاء غاربه، فأنشبت الحظوة وفيه أناملها بين كاتب وشاهد وحاسب ومدير تجر، فأثرى ونما ماله، وعظمت حاله، عهد عندما شارف الرحيل تناهز الألف من العين، لتصرف في وجوه من البر، فتوهم أنها كانت زكاة أمسك بها؛ انتهى.

وقال أيضاً: اخبرني الكاتب أبوعبد الله ابن سلمة أنه خاطبه بشعر أجابه عنه بقوله في رويه:

أحرز الخصل من بني سلمه ... كاتب تخدم الظبى قلمه

يحمل الطرس من أنامله ... أثر الحسن كلما رقمه

وتمد البيان فكرته ... مرسلاً حيث يممت ديمه

خصني متحفاً بخمس إذا ... بسم الروض فقن مبتسمه

قلت أهدى زهر الربى خضلاً ... فإذا كل زهرة كلمه

أقسم الحسن لا يفارقها ... فأبر انتقاؤها قسمه

خط أسطارها ونمقها ... فأتت كالعقود منتظمه

كاسياً من حلاه لي حللاً ... رسمها من بديع ما رسمه

طالباً عند عاطش نهلاً ... ولديه الغيوث منسجمه

يبتغي الشعر من أخي بله ... أخرس العي والقصور فمه

أيها الفاضل الذي حفظت ... ألسن المدح والثنا شيمه

لا تكلف أخاك مقترحاً ... نشر عار لديه قد كتمه

وابق في عزة وفي دعة ... ضافي العيش وارداً شبمه

ما ثنى الغصن عطفه طرباً ... وشدا الطير فوقه نغمه ورأيت على هامش هذه القصيدة بخط أبي الحسن علي بن لسان الدين ما صورته:

<<  <  ج: ص:  >  >>