للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نعم ما خاطب به شيخنا وبركة أهل الأندلس وصدر صدورهم أبا عبد اله ابن سلمة، ومن لفظه سمعتها بالقاهرة، وإنها لمن النظم العالي المتسق نسق الدر في العقود، رحمه الله تعالى، قاله ابن المؤلف؛ انتهى.

وقرأ ابن باق المذكور على الأستاذ أبي جعفر ابن الزبير والخطيب أبي عثمان ابن عيسى، وتوفي بمالقة في اليوم الثامن والعشرين لمحرم فاتح عام اثنين وخمسين وسبعمائة، وأوصى بعد أن يحفر قبره بين شيخيه الخطيبين أبي عبد الله الطنجالي وأبي عثمان ابن عيسى أن يدفن به، وأن يكتب على قبره هذه الأبيات:

ترحم على قبر ابن باق وحيه ... فمن حق ميت الحي تسليم حيه

وقل آمن الرحمن روعة خائف ... لتفريطه في الواجبات وغيه

قد اختار هذا القبر في الأرض راجياً ... من الله تخفيفاً بقدر وليه

فقد يشفع الار الكريم لجاره ... ويشمل بالمعروف أهل نديه

وإني بفضل الله أوثق واثق ... وحسبي وإن أذنبت حب نبيه انتهى.

٦٩ - وقال لسان الدين في ترجمة أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن سالم ابن فضيلة المعافري المري (١) بالنتومن الإكليل ما نصه: شيخ أخلاقه لينة، ونفسه كما قيل هينة، ينظم الشعر سهلاً مساقه، محكماً اتساقه، على فاقة، ما لها من إفاقة، أنشد المقام السلطاني بظاهر بلده قوله:

سرت ريح نجد من ربى أرض بابل ... فهاجت إلى مسرى سراها بلابلي

وذكرني عرف النسيم الذي سرى ... معاهد أحباب سراة أفاضل

فأصبحت مشغوفاً بذكر منازل ... ألفت، فواشوقي لتلك المنازل

فيا ريح هبي بالبطاح وبالربى ... ومري على أغصان زهر الخمائل

وسيري بجسمي للتي الروح عندها ... فروحي لديها من أجل الوسائل


(١) ترجمته في الدرر ٣: ٣٦٧ (ط. القاهرة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>