للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت: ما بالهم قال لي: ... ألقي للحب كتاب كريم ولا غروأن أقام بهذه الآفاق، أسواق الأشواق، وزاحم الزفرات في مسالك الأطواق، وأسأل جواهر المدامع من بين أطباق تلك الحقاق (١) ، وفتك نسيمها الضعيف العهد والميثاق بالنفوس الرقاق:

جنى النسيم علينا ... وما تبينت عذره

إذ صير الخلق نجداً ... والأرض أبناء عذره فوقع للحجة المصرية التسليم (٢) ، وقالت ألسنة الأقلام معربة عن ألسنة الأقاليم:

سلمت لمصر في الهوى من بلد ... يهديه هواؤه لدى استنشاقه

من ينكر دعواي فقل عني له ... تكفي امرأة العزيز من عشاقه فغمر المحافل والمجالس، واستجلس الراكب واستركب الجالس، يدعوالأدب إلى مأدبته فلا يتوقف، ويلقي عصا سحره المصري فتتلقف، ما شئت من ترتيب غريب، وتطريب وبنان أريب، يشير إلى الشعر فتنقاد إليه عيونه، ويصيح بالأدب الشريد فتلبيه فنونه، وأنهى خبره للعلوم المقدسة، ومدارك العز الموطدة المؤسسة، سما به الجد صعداً إلى المجلس السلطاني مقر الكمال، ومطمح الأبصار والآمال، حيث رفارف العز قد انسدلت، وموازين القسط قد عدلت، وفصول الفضل قد اعتدلت، وورق أوراق المحامد قد هدلت، مجلس السلطان المجاهد، الفاتح الماهد، المتحلي في ريعان العمر الجديد، والملك السعيد، بحلى القانت الزاهد، شمس أفق الملة، وفخر الخلفاء الجلة، بدر هالات السروج المجاهدة، أسد الأبطال البارزة إلى حومة الهياج الناهدة، معشي الأبصار المشاهدة، مظهر رضى الله تعالى عن هذه الأمة الغريبة عن الأنصار والأقطار، من وراء أمواج (٣)


(١) ق: الأطباق.
(٢) كذا قال، ولكن ابن أبي حجلة مغربي المولد، استوطن القاهرة.
(٣) أمواج: سقطت من ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>