للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا لم يكن عون من الله للفتى ... أتته الرزايا من وجوه الفوائد (١) " ولوشاء شربك لجعل الناس أمة واحدة، ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم، وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين " هود:١١٨ " فريقاً هدى، وفريقاً حق عليهم الضلالة " الأعراف:٣٠ " قل سيروا الحجة البالغة، فلوشاء لهداكم أجمعين " الأنعام:١٤٩ والخلق قد مدوا أبصارهم وآمالهم، وتحركوا طوعاً وكرهاً يعشون إلى نور الله تعالى، فمن أعمى أصم لا يسمع ولا يبصر، وأعمى فقط يجتزئ عن العيان بالمخبر، وأحول يبصر الشيء شيئين، والواحد اثنين، كما قال الشاعر:

أحوى الجفون له رقيب أحول ... الشيء في إدراكه شيئان

فيلوح في عيني منه واحد ... ويلوح في عينيه منه اثنان

يا ليته ترك الذي أنا مبصر ... وهو المخير في الحبيب الثاني وضعيف لا يبصر من بعيد، وأجهر لا يبصر من قريب، وأعشى تكثر في عينيه الأشعة، وربما تندر، وزرقاء اليمامة:

سبحان من قسم الحظو ... ظ فلا عتاب ولا ملامه (٢)

أعشى وأعمى، ثم ذو ... بصر، وزرقاء اليمامه

لولا استقامة من هدا ... هـ لما تبينت العلامه

ومجاور الغرر المخي ... ف له البشارة بالسالمة أقام سبحانه الحجة، وفرق بين الأمر والإرادة، وأعطى الكفاية من القدرة {فمنهم مهتد، وكثير منهم فاسقون} (الحديد:٢٦) اقتصرنا من هذا البحر


(١) البيت لأبي فراس الحمداني، ديوانه: ٨٣ وفيه: " وإذا كان غير الله لمرة عدة ".
(٢) قد أورد المقري هذه القصيدة في المجلد الأول: ٧ وانظر مقدمة المحقق: ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>