للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحب حركهم لكل جدال ... والحب أقحمهم على الأهوال

والحب قاطع بينهم وأضلهم ... عن نيل ما راموه كل ضلال

والحب أنشأ فيهم عصبية ... بالقيل أضرم نارها والقال وإنما استكثرنا من ذكرهم عبرة لمن تأمل حركات هذا الفراش المختلف الآراء عن ذبال الحق، يبتغون إليه الوسيلة، قوم بالطاعة، وقوم بالمعصية، وما منهم إلا مدع في المحبة متهالك، حريص على السعادة بزعمه " وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة " الغاشية:٢ ممن قصد الحق فأخطأه، وأراد الصواب فضل عنه، واشتهر بالحكمة بعد في الملة الإسلامية جماعة بالمشرق والأندلس، فمن المشارقة: أبوالفرج (١) ، ويعقوب الكندي، وحنين بن إسحاق، وثابت بن قرة، فكان عندهم مباشرتها من حيث الترجمة والمزاولة، إلى أ، قال: ومن أهل الأندلس: محمد بن مسعدة السرقسطي، وأحمد بن طاهر الطرطوشي، ويحيى بن عمران القرطبي، وطفيل بن عاصم، وكليب بن همام البياسي، والحسن بن حرب الداني، وابن مسرة، ومسلمة المجريطي، وأبوبكر ابن الصائغ، وأوبكر ابن طفيل، وأبوالوليد ابن رشد (٢) ، وكل هؤلاء المتقدمين والمتأخرين محب عاشق مستهلك، قال الشاعر:

وعلي أن أسعى ولي ... س علي إدراك النجاح

حيارى يميد بهم شجوهم ... كأنهم ارتضعوا الخندريسا


(١) أبو الفرج هو عبد الله بن الطيب وسنترجم له بعد صفحات.
(٢) قد جمع لسان الدين هنا عدداً من المشتغلين بالحكمة من الأندلسيين وإذا استثنينا آخر خمسة ذكرهم وجدنا البقية ممن لم يعرفوا معرفة واضحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>