إلى وادي الفناء فيسلوه " إن الله مبتليكم بنهر " البقرة: ١٤٩ كم قمصت المحبة من ظهر، وكم سر صيرت إلى جهر، أولها العار المشهور، وآخرها الطي المنشور، ثم الموت ثم النشور {وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب}(الزمر: ٦٩) .
المحبة أنس يستدرج، ثم شوق يلجم ويسرج، ثم فناء يزعج، عن الوجود ويخرج:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... المحبة كاس، كم جردت من كاس، وآس، من شمه لم يجد من آس:
متى أرتجي يوماً شفائي من الضنى ... إذا كان من يجني علي طبيبي تزاحم أنفاس المحبين على خطرات الصبا، تزاحم الهباء على مطارح شعاع الدبا، فلولا بلهيلها لالتهبت، وتعليل عليها لتلك الأرماق لذهبت:
عليلة في حواشي مرطها بلل ... يهدى لكل عليل منه إبلال المحبة رقة، ثم فكرة مسترقة، ثم ذوق، يطير به شوق، ثم وجل لا يبقى معه طوق، ثم لا تحت ولا فوق:
أينما كنت لا أخلف رحلاً ... من رآني فقد رآني ورحلي الهوى هوان، وحمام له ألوان، دمع ساجم، ووجد هاجم، وهيام لا يبرح، ثم وراءه ما لا يشرح:
قال: بمن جن وهل في الورى ... ما يبعث الخبل سوى حبه من اقتحم بحر الهوى، هوى. لا تدخل في بحر الهوى حتى تشاور صبرك، وتجاور قبرك، فإن كنت منا أوفرح بسلام.