للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن كنا نفاخره ... ومن كنا نطاوله

ومن كنا نراقبه ... ومن كنا نزايله

ومن كنا نكارمه ... ومن كنا نجامله

ومن كنا له إلفاً ... قليلاً ما نزايله (١)

ومن كنا له بالأم ... س إخواناً نواصله (٢)

فحل محلة من حل ... ها صرمت حبائله

ألا أن المنية من ... هل والخلق ناهله

أواخر من ترى تفنى ... كما فنيت أوائله

لعمرك ما استوى في الأ ... رض عالمه وجاهله

ليعلم كل ذي عمل ... بأن الله سائله

فأسرع فائزاً بالخي ... ر قائله وفاعله ثم قال لسان الدين رحمه الله تعالى، بعد ما سبق، ما صورته: وهذا الغرض بحر، ويكفي من خزائنه عرض، ومن بيت ماله قرض، إن شاء الله تعالى.

ثم قال: تنبيه يشتمل على سؤالين: أحدهما أن يقال: الوعظ غير مناسب للمحبة، إذا لا يحصل إلا بعد الفراغ واليقظة، الثاني: أن يقال: عظمتم الحسرة لفراق عالم الحس، وأطلتم في قشور، فنجيب عن الأول: إنا لم نجلب الوعظ إلا بين يدي تأميل حضور المحبة، فكأنه يجري مجرى الأسباب، فإن الغرض به وجهة النفس من جوالسرور، واللعب بالزور، إلى جوالحزن والارتماض، ومن هنالك تأخذ بخطامها أيدي الاضطرار، فتحصل اليقظة ثم التوبة، ومنها يستقيم الطريق في منازل السائرين إلى الحق:


(١) ق: نزاوله، والتصويب عن الديوان.
(٢) الديوان: ومن كنا بلا مين أحابيناً..

<<  <  ج: ص:  >  >>