للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسألته سبحانه أن يجعلك عن النوائب حجراً (١) لا يقرب، وربعك ربعاً لا يخرب، ما سبح الحوت ودب العقرب، ثم إنني شفعت الهناء ووترته، وأظهرت السرور فما سترته، بما سناه لتدبيرك من مسالمة تكذب الإرجاف، وتغني عن الإيجاف، وتخصب للإبل العجاف، وتريح من كيد، وتفرغ إلى مجادلة عمرووزيد، وكأني بسعدك قد سدل الأمان، وعدل الزمان، وأصلح الفاسد، ونفق الكاسد، وقهر الروع المستاسد، وسر الحبيب وساء الحاسد، والسلام انتهى.

١٠٣ - ومن إنشاء لسان الدين رحمه الله تعالى ما خاطب به الرئيس عامر ابن محمد بن علي الهنتاني معزياً له عن أخيه عبد العزيز:

أبا ثابت كن في الشدائد ثابتاً ... أعيذك أن يلفى حسودك شامتا

عزاؤك عن عبد العزيز هو الذي ... يليق بعز منك أعجز ناعتا

فدوحتك الغناء طالت ذوائباً ... وسرحتك الشماء طابت منابتا

لقد هد أركان الوجود مصابه ... وأنطق منه الشجو من كان صامتا

فمن نفس حر أوثق الحزن كظمها ... ومن نفس بالوجد أصبح خافتا

هو الموت للإنسان فصل لحده ... وكيف ترجي أن تصاحب مائتا

وللصبر أولى أن يكون رجوعنا ... إذا لم نكن بالحزن نرجع فائتا اتصل بي أيها الهمام، وبدر المجد الذي لا يفارقه التمام، ما جنته على عليائك الأيام، واقتنصه محلق الردى بعد أن طال الحيام، وما استأثر به الجمام، فلم يغن الدفاع ولا نفع الذمام، من وفاة صنوك الكريم الصفات، وهلاك وسطى الأسلاك، وبدر الأحلاك، ومجير الأملاك، وذهاب السمح الوهاب، وأنا لديغ صل الفراق، الذي لا يفيق بألف راق، وجريح سهم


(١) الحجر: الممنوع المحمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>