للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه ما ينكره الآمر، وتتعلق به الظنون وتعمل الخواطر، فتدبروه واعتبروه، وبعقلكم فاسبروه، ثم غطوه بالإحراق واستروه، والله تعالى يرشدكم للتي هي أسد، ويحملكم على ما فيه لكم العز السرمد، والفخر الذي لا ينفذ والسلام " (١) انتهى.

١٠٨ - وقال رحمه الله تعالى: ومما صدر عني ما أجبت به عن كتاب بعث به إلي الفقيه الكاتب عن سلطان تلمسان أبي عبد الله محمد بن يوسف القيسي الثغري:

" حيا تلمسان الحيا فربوعها ... صدف يجود بدره المكنون

ما شئت من فضل عميم إن سقى ... أروى ومن ليس بالمنون (٢)

أو شئت من دين إذا قدح الهدى ... أورى ودنيا لم تكن بالدون

ورد النسيم لها بنشر حديقة ... قد أزهرت أفنانها بفنون

وإذا حبيبة أم يحيى أنجبت ... فلها الشفوف على عيون العين ما هذا النشر، والصف والحشر، واللف والنشر، والفجر والليالي العشر، شذاً كما تنفست دارين، وسطور رقم حللها التزيين، وبيان قام على إبداعه البرهان المبين، ونقس، وشي به طرس، فجاء كأنه عيون العين، لا بل ما هذه الكتائب الكتيبة التي أطلعت علينا الأعنة، وأشرعت إلينا الأسنة، وراعت الإنس والجنة، فأقسم بالرحمن، لوأنها رفعت شعار الأمان، وحييت بتحية الإيمان، لراعت السرب، وعاقت الذود أن يرد الشرب، أظنها مدد الجهاد قدم، وشارد استعمل في سبيل الله واستخدم، والمتأخر على ما فاته ندم، والعزم وجد بعدما عدم، نستغفر الله، إنما هي رقاع الرفاع (٣) ،


(١) ورى لسان الدين في هذه الرسالة عن أمور وحاطها بالغموض ولذا طلب أن تحرق الرسالة.
(٢) المن: الفضل؛ والممنون: المقطوع.
(٣) ق: رقاقع رقاع؛ والرفاع: رفع الحب بعد الحصاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>