للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصلات صلاة ليس فيها سبق ولا إرباع (١) ، وبقاع لها بطل الطباع الكريمة انتفاع، وألحان بيان يعضدها إيقاع، ودر منسوق، ورطب لنخلها بسوق، ولله در القائل: الملك سوق (٢) ، ومن نصير الشخ على كتيبة تعقبها كتيبة، واقتضاء وجبيبة نم ذي غلة غير نجيبة، بينا هويكابد من مراجعة الحي من حضر موت الموت، ولا يكاد يرجع الصوت، إذ صبحته قيس وهي التي شذت عن القياس، وأجحمت عن مبارزتها أسود الأخياس (٣) ، فلولا امتثال أمر، وصبر على جمر، لأعاد ما حكي في مبارزة الوصي عن عمرو (٤) ، فتحرج من الخطل، وبين عذر المكره عن مناجزة البطل، ألم يدر قائد رعيلها، وزائر غيلها، أني أمت بذمة من غميده لا تخفر، وأن ذنب إضافتي له لا يغفر، وحقه الحق الذي لا يجحد ولا يكفر:

لما رأت راية القيسي زاحفة ... إلي ريعت وقالت لي وما العمل

قلت الوغى ليس من رأيي ولا عملي ... لا ناقة لي في هذا ولا حمل

قد كان ذاك ورنات الصهيل ضحى ... تهز عطفي كأني شارب ثمل

والآن قد صوح المرعى وقوضت ال ... خيمات والركب بعد اللبث محتمل

قالت ألست شهاب الدين تضرمها ... حاشا العلا أن يقال: استنوق الجمل

وإن أحسن من هذا وذا وزر ... بمثله في الدواهي يبلغ الأمل

هو الحمى لأبي حمواستجره ففي ... هـ الأمن منسدل والفضل مكتمل

والله لوأهمل الراعي النقاد به ... ما خاف من أسد خفان به همل (٥)


(١) الإرباع: الإسراع. وفي ق: إرقاع.
(٢) هو من المثل: " الملك يحمل إليها ما نفق فيها ".
(٣) ق: الأجناس.
(٤) الوصي: علي بن أبي طالب، ومبارزته لعمرو بن العاص - فيما روي - تدل على أن عمراً لم يكن من أرباب المبارزة وإنما من أهل الحيلة والدهاء.
(٥) النقاد: الغنم؛ وخفان: اسم موضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>