للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واخجلتي من حلبة الفكر التي ... أغريتها بغرامي المشروح

قصرت خطاها بعدما ضمرتها ... من كل موفور الجمام جموح

مدحتك آيات الكتاب فما عسى ... يثني على علياك نظم مديحي

وإذا كتاب الله أثنى مفصحاً (١) ... كان القصور قصار كل فصيح

صلى عليك الله ما هبت صباً ... فهفت بغصن في الرياض مروح

واستأثر الرحمن جل جلاله ... عن خلقه بخفي سر الروح وأنشدت السلطان ملك المغرب ليلة الميلاد الأعظم من عام ثلاثة وستين وسبعمائة هذه القصيدة:

تألق نجدياً فأذكرني نجداً ... وهاج بي الشوق المبرح والوجدا

وميض رأى برد الغمامة مغفلاً ... فمد يداً بالتبر أعلمت البردا

تبسم في بحرية (٢) قد تجهمت ... فما بذلت وصلاً ولا ضربت وعدا

وراود منها فاركاً قد تنعمت ... فأهوى لها نصلاً وهددها رعدا

وأغرى بها كف الغلاب فأصبحت ... ذلولاً ولم تسطع لإمرته ردا

فحلتها الحمراء من شفق الضحى ... نضاها وحل المزن من جيدها عقدا

لك الله من برق كأن وميضه ... يد الساهر المقرور قد قدحت زندا

تعلم من سكانه شيم الندى ... فغادر أجراع الحمى روضة تندى

وتوج من نوارها قنن الربى ... وختم من أزهارها القضب الملدا

لسرعان ما كانت مناسف للصبا ... فقد ضحكت زهراً وقد خجلت وردا

بلاد عهدنا في قرارتها الصبا ... يقل لذاك العهد أن يألف العهدا

إذا ما النسيم اعتل في عرصاتها ... تناول فيها البان والشيح والرندا


(١) الإحاطة: مفهماً.
(٢) البحرية: صفة للسحابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>