فكم في مجاني وردها من علاقة ... إذا ما استثيرت أرضها أنبتت وجدا
إذا استشعرتها النفس عاهدت الجوى ... إذا التمحتها العين عاقدت السهدا
ومن عاشق حر إذا ما استماله ... حديث الهوى العذري صيره عبدا
ومن ذابل يحكي المحبين رقة ... فيثني إذا ما هب عرف الصبا قدا
سقى اله نجداً ما نضحت بذكرها ... على كبدي إلا وجدت لها بردا
وآنس قلبي فهوللعهد حافظ ... وقل على الأيام من يحفظ العهدا
صبور وإن لم يبق إلا ذبالة ... إذا استقبلت مسرى الصبا اشتعلت وقدا
صبور إذا الشوق استجاد كتيبة ... تجوس خلال الصبر كان لها بندا
وقد كنت جلداً قبل أن يذهب النوى ... ذمائي وأن يستأصل العظم والجلدا
أأجحد حق الحب والدمع شاهد ... وقد وقع التسجيل من بعد ما أدى
تناثر إثر الحمول فريده ... فلله عينا من رأى الجوهر الفردا
جرى يققاً في ملعب الخد أشهباً ... وأجهده ركض الأسى فجرى وردا
ومرتحل أجريت دمعي خلفه ... ليرجعه فاستن في إثره قصدا
وقلت لقلبي طر (١) إليه برقعتي ... فكان حماماً في المسير بها هدى
سرقت صواع العزم يوم فراقه ... فلج ولم يرقب سواعاً ولا ودا
وكحلت عيني من غبار طريقه ... فأعقبها دمعاً وأورثها سهدا
لي الله كم أهذي بنجد وحاجر ... وأكني بدعد في غرامي أو سعدى
وما هو إلا الشوق ثار كمينه ... فأذهل نفساً لم تبن عنده قصدا
وما بي إلا أن سرى الركب موهناً ... وأعمل في رمل الحمى النص والوخدا
وجاشت جنود الصبر والبين والأسى ... لدي فكان الصبر أضعفها جندا
ورمت نهوضاً واعتزمت مودعاً ... فصدني المقدور عن وجهتي صدا
رقيق بدت لمشترين عيوبه ... ولم تلتفت دعواه فاستوجب الردا
(١) ق: صر.