للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تقر له الأملاك بالشيم العلا ... إذا بذل المعروف أونصب القسط

أرادوه فارتدوا، وجاروه فانثنوا ... وساموه في مرقى الجلالة فانحطوا

تبر على المداح غر خلاله ... وما رسموا فوق الطروس وما خطوا

تعلم منه الدهر حاليه في الورى: ... فآونة يسخو، وآونة يسطو

ويجمع بين القبض والبسط كفه ... بحكمة من في كفه القبض والبسط

خلائق قد طابت مذاقاً ونفحةً ... كما مزجت بالبارد العذب إسفنط (١)

أسبط الإمام الغالبي محمد ... ويا فخر ملك كنت أنت له سبط

وقتك أواقي الله من كل غائل ... فأي سلاح ما المجن وما اللمط (٢)

لقد زلزلت منك العزائم دولة ... أناخت على الإسلام تجني وتشتط

إيالة غدر ضيع الله ركنها ... ونادى بأهليها التبار فلم يبطوا

على قدر جلى بك الله بؤسها ... ولا يكمل البحران أوينضج الخلط

وكانوا نعيم الجنتين تفيأوا ... ولما يقع منها النزول ولا الهبط (٣)

فقد عوضوا بالأثل والخمط بعدها ... وهيهات أين الأثل منها أو الخمط

فمن طائح فوق العراء مجدل ... ومن راسف في القيد أزهقه الضغط

واتحف منك الله أمة أحمد ... أماناً كما يضفوعلى الغادة المرط

أنمت على مهد الأمان عيونها ... فيسمع من بعد السهاد لها غط

وصم صدى الدنيا فلما رحمتها ... تزاحم مرتاد عليها ومختط

وأحكمت عقد السلم لم تأل بعده ... وجاء فصح العقد واستوثق الربط

وأيقن مرتاب، وأصحب نافر ... وأذعن معتاصٌ، وأقصر مشتط


(١) الإسفنط: اسم للخمر.
(٢) اللمط: الدرق اللمطية، منسوبة إلى لمطة من قبائل المغرب.
(٣) استوحى في هذا البيت والذي يليه الآية الكريمة " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان ... الآية ". (سبأ: ١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>