ما حال صبٍّ ذي ضنىً واكتئاب ... أمرضه يا ويلتاه الطبيب
عامله محبوبه باجتناب ... ثم اقتدى فيه الكرى بالحبيب
جفا جفوني النوم لكنّني ... لم أبكه إلاّ لفقد الخيال
وذو الوصال اليوم قد غرّني ... منه كما شاء وشاء الوصال
فلست باللائم من صدّني ... بصورة الحق ولا بالمحال واشتهر بير العدوة ابن خلف الجزائري صاحب الموشّحة المشهورة:
يد الإصباح قد قدحت ... زناد الأنوار من مجامر الزهر وابن خزر البجائي، وله من موشحة:
ثغر الزمان موافق ... حيّاك منه بابتسام ومن محاسن الموشّحات موشحة ابن سهل شاعر إشبيلية وسبتة من بعدها (١) :
هل درى ظبي الحمى أن قد حمى ... قلب صبٍّ حلّه عن مكنس
فهو في حر وخفق مثلما ... لعبت ريح الصبا بالقبس وقد نسج على منواله فيها صاحبنا الوزير أبو عبد الله ابن الخطيب شاعر الأندلس والمغرب لعصره فقال:
جادك الغيث إذا الغيث همى ... يا زمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلا حلما ... في الكرى أو خلسة المختلس
(١) انظر ديوان ابن سهل: ٢٨٣ وهي الموشحة التي شرحها الأفراني في كتاب سماه " المسلك السهل في شرح توشيح ابن سهل ". يقول الأفراني: وقد وقفت على أزيد من اثنتي عشرة موشحة مما عورض به توشيح ابن سهل.