للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان ابن قزمان مع أنه قرطبي الدار كثيراً مايتردد إلى إشبيلية، وينتاب نهرها.

إلى أن قال ابن خلدون: وجاءت بعدهم حلبة كان سابقها مدغليس (١) ، وقعت له العجائب في هذه الطريقة، فمن قوله في زجله المشهور:

ورذاذ دق ينزل ... وشعاع الشمس يضرب

فترى الواحد يفضض ... وترى الآخر يذهّب

والنبات يشرب ويسكر ... والغصون ترقص وتطرب

وتريد تجي إلينا ... ثمّ تستحي وترجع ومن محاسن أزجاله قوله:

لاح الضّيا والنجوم سكارى ... ثم قال: وظهر بعد هؤلاء في إشبيلية ابن جحدر الذى فضل على الزجالين في فتح ميورقة بالزجل المشهورالذي أوّله:

من يعاند التوحيد بالسيف يمحق ... أنا برى ممّن يعاند الحق قال ابن سعيد: لقيته ولقيت تلميذه البعبع (٢) صاحب الزجل المشهور الذي أوله:

ليتني إن ريت حبيبي ... أقتل أدنو بالرسيلا

لشن أخذ عنق الغزيّل ... وسرق فم الحجيلا


(١) اسمه أحمد بن الحاج، وكان في دولة بني عبد المؤمن، وهو شيخ الزجالين بعد ابن قزمان (المغرب ٢: ٢١٤) وقد أورد له ابن سعيد (٢: ٢٢٠) زجلين وله في العاطل الحالي أزجال (١٨ - ٢٥) وأخرى منقولة عن سفينة ابن مباركشاه (العاطل ٢٠٤ - ٢١٤) وانظر النفح ٣: ٣٨٥.
(٢) ق: اليعيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>