للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنها:

لقد وسع الزمان عليه عدوى ... وضرّ بشبله الليث الهصور

وقلّبنا الزمان فلا بطون ... تضمنت الوفاء ولا ظهور

سوى ذكرٍ أطارحه فلولا ال ... أمير لقد عفا لولا الأمير

همام جوده يصف السّواري ... وسطوته يعيّرها الهجير

وقلنا نحن كيف وراحتاه ... بحور يلتظي فيها سعير

فهل فيما سمعت به خصام ... يكون الخصم فيه هو العذير وكان الأمير أبو بكر يعتقد له هذه الماتّة ويراها، ويجود أبداً ثراها، فلمّا ولي الثغر والشرق لم يغفله من رعي، ولم يكله (١) إلى شفاعة وسعي، وحمله على ما كان يعتقده فيه من المقت، واستعمله على ما كان يقتضيه خلق الوقت، من إقامة الوعد (٢) ، وتسويغه كل نعيم رغد، وتغليب حجّة داحضة، وإنهاض عثرة غير ناهضة، فتقلد وزارته ودولته تزهى منه بأندى من الوسميّ المبتكر، وأهدى من النجم في الليل المعتكر، وألويته تميس زهواً ميس الفتاة، ورعيته تبتهج بملكه ابتهاج حيي بابن الموماة (٣) ، ومذاهبه يبسطها الفضل وينشرها، وكتائبه لا يكاد العدو يعسرها، فجاش إليه وانبرى، وراش في تنكيلهم وبرى، وأقطعهم ما شاء من مقابحته، وأسمعهم ما يصم بين ختمه ومفاتحته، فوغرت


(١) القلائد: لم يغفلها ... ولم يكلها؛ والضمير عائد على " الماتة ".
(٢) القلائد: من إقامة كل وغد. ق: من إقامة وعد.
(٣) كذا؛ وفي القلائد: ابتهاج جابر بعهد البوباة، وفي النصين خطأ في اسم العلم، أما البوباة والموماة فيدلان على شيء واحد هو الأرض المتسعة؛ وأرى أن الإشارة إلىمن اسمه " جرير " وهو المشهور باسم " المتلمس " إذ يقول في ذكر البوباة:
لن تسلكي سبل البوباة منجدة ... ما عاش عمرو وما عمرت قابوس والبوباة هنا ثنية في طريق نجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>