للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا نظرتَ إلى محاسن وجهه ... أبصرت وجهك في سناه غريقا

يا من تقطّع خصره من رقّةٍ ... ما بال قلبك لا يكون رقيقا فلمّا أكمل إنشادها استعادها منه، وقال: يا ابن عبد ربّه، لقد تأتيك العراق حبواً.

وله أيضاً:

ومعذر نقش الجمال بخطّه ... خدّاً له بدم القلوب مضرّجاً

لمّا تيقّن أنّ سيف جفونه ... من نرجس جعل النّجاد بنفسجا وله أيضاً:

وساحبة فضل الذيول كأنّها ... قضيبٌ من الريحان فوق كثيب

إذا ما بدت من ثغرها قال صاحبي ... أطعني وخذ من وصلها بنصيب وله أيضاً:

هيّج الشوق دواعي سقمي ... وكسا الجسم ثياب الألم

أيّها البين أقلني مرّة ... فإذا عدت فقد حلّ دمي

يا خليّ الذّرع نم في غبطة ... إنّ من فارقته لم ينم

ولقد هاج بجسمي سقماً ... حب من لو شاء داوى سقمي وبلغ سنّ عوف بن محلم (١) ، واعترف بذلك اعتراف متألم، عندما وهت شدته، وبليت جدّته، وهو آخر شعر قال، ثم عثر في أذيال الردى وما استقال:


(١) هو القائل:
إن الثمانين وبلغتها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

<<  <  ج: ص:  >  >>