للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلاني لما بي عاذليّ كفاني ... طويت زماني برهةً وطواني

بليت وأبليت اللّيالي مكرهاً ... وصرفان للأيام معتوران

وما لي لا أبلى لسبعين حجّة ... وعشرٍ أتت من بعدها سنتان

فلا تسألاني عن تباريح علّتي ... ودونكما منّي الذي تريان

وإنّي بحول الله راجٍ لفضله ... ولي من ضمان الله خير ضمان

ولست أبالي من تباريح علّتي ... إذا كان عقلي باقياً ولساني وفي أيام إقلاعه عن صبوته، وارتجاعه عن تلك الغفلة وأوبته، وانشائه عن مجون المجون إلى صفاء توبته، محص أشعاره في الغزل بما ينافيها، ونصل من قوادمها وخوافيها، بأشعار في الزهد على أعاريضها وقوافيها، منها القطعة التي أوّلها:

هلاّ ابتكرت لبينٍ أنت مبتكر ... محصها بقوله:

يا راقداً ليس يعفو حين يقتدر ... ماذا الذي بعد شيب الرأس تنتظر

عاين بقلبك إنّ العين غافلة ... عن الحقيقة واعلم أنّها سقر

سوداء تزفر من غيظ إذا سفرت ... للظالمين فلا تبقي ولا تذر

لو لم يكن لك غير الموت موعظةً ... لكان فيه عن اللّذات مزدجر

أنت المقول له ما قلت مبتدئاً: ... هلاّ ابتكرت لبينٍ أنت مبتكر ٩ - وقال في ترجمة أبي القاسم المنيشي، ما صورته (١) :

أبو القاسم المنيشي، أحد أبناء (٢) حضرة إشبيلية المقلّين، الناهضين بأعباء


(١) المطمح: ٨٨ والنص مختلف عما أورده المقري.
(٢) المطمح: أنساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>