للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذه خطبة " المطمح الصغير "، وأما الكبير والأوسط فضمنهما ذكر الملوك والسلاطين حسبما نقلنا بعضه فيما مر من هذا الكتاب، على أنّنا نقلنا بعضاً من الصغير أيضاً، فليعلم ذلك من يقف على هذا الكتاب، ومن له أدنى ممارسة، وليراجع من الترجمة الفرق بين كلامه في الصغير وغيره، وبالجملة فما رأيت ولا سمعت أحلى من عبارة الفتح رحمه الله تعالى في تحلية الناس، ووصف أيام الأنس، وليس الخبر كالعيان، وقد سردنا بعض كلامه في " القلائد " وفي " المطمح ".

[قطعة من الموشحات]

ولنرجع الآن إلى ما كنا بصدده من أمر التوشيح، فنقول: وتمام موشحة ابن سهل التي عارضها لسان الدين هو قوله:

هل درى ظبيُ الحمى أن قد حمى ... قلب صبٍّ حلّه عن مكنس

فهو في حرّ وخفقٍ مثلما ... لعبت ريح الصَّبا بالقبس

يا بدوراً أطلعت يوم النوى ... غرراً تسلك بي نهج الغرر

ما لقلبي في الهوى ذنبٌ سوى ... منكم الحسن ومن عيني النظر

أجتني اللذات مكلوم الجوى ... والتذاذي من حبيبي بالفكر

كلّما أشكوه وجداً بسما ... كالرُّبى بالعارض المنبجس

إذ يقيم القطر فيها مأتما ... وهي من بهجتها في عرس

غالب لي غالب بالتؤده ... بأبي أفديه من جاف رقيق

ما رأينا مثل ثغر نضّده ... أقحواناً عصرت منه رحيق

أخذت عيناه منه العربده ... وفؤادي سكره ما إن يفيق

<<  <  ج: ص:  >  >>