ظبيُ أنسٍ عن فؤادي نفرا ... وفؤادي مكتوٍ من صدّه
وعذولي في هوى الحبّ فرى ... بملام مذ نهى عن ودّه
أنت أعمى يا عذولي ما ترى ... يانع الورد بدا من خدّه
وله ثغر إذا ما ابتسما ... كبروق أومضت في الغلس
وثناياه كدرّ نظما ... فضياها في الدّجى كالقبس
كم ترى سحراً بجفنيه بدا ... لفؤاد في الهوى أضحى كليم
ليس سحر مقلتي هذا سدى ... يا فؤادي إن شفي السحر السقيم
خيفةً أوجس قلبي، وغدا ... راحلاً صبري، وها شوقي مقيم
يا إله العرش يا رب السما ... يا عليماً بضمير الأنفس
قلبي الولهان يشكو ألما ... من جفا ظبي أغنّ أكيس
أغيد يسبي البرايا بالمقل ... أدعج الجفن بعينيه حور
لو رأته الشمس أضحت في خجل ... وهو للبدر بوجه قد قمر
من معاني حسنه رقّ الغزل ... في غزال قد غزاني بالنظر
آخذ بالروح مني كلّما ... رمق الصبّ بطرف أنعس
يقنص الأسد بلحظ قد رمى ... أسهماً تفتك من غير قسي
يا رعى الله زماناً سلفا ... بلويلاتٍ تقضّت بانشراح
مثل دينار وها قد صرفا ... في ألذّ العيش مع حب وراح
فاعذروا القلب الذي قد شغفا ... بحبيب ما له عنه براح
بدر تمّ أهيف حلو اللمى ... ريقه شهد شهيّ اللّعس
كسلاف عهدها قد قدما ... تنجلي في كأسها كالعرس