قهوة بكر عجوز عتقت ... زمناً في دنها من قبل نوح
هي لمّا في زجاج أشرقت ... شمس راح غربت في كل روح
جددت بسطاً وكم قد مزّقت ... قلب صبّ في غبوق وصبوح
حلف الخمّار عنها قسماً ... أنها بالمكث كادت تنتسي
فاسقني صرفاً ولا تمزج بما ... راحه كم أذهبت من عبس
في رياض قد شدا شحروره ... عاطنيها بين أكناف الشجر
وانظم الشمل ودع منثوره ... حول ورد وأقاح وزهر
وإذا الطلّ بدا شبّوره ... كلّل الأوراق منه بالدرر
ما ترى الريحان عبداً خدما ... حيث أضحى واقفاً في المجلس
جلس النسرين لكن ربّما ... إستحت منه عيون النرجس
فتنزّه في رياضٍ خضر ... وغصون غرّدت فيها هزار
وانتشق عرف زهورٍ عطر ... ياسمين زينته الجلّنار
وشذا الزهر كمسك أذفر ... واقبل العذر لابن البزددار
طامع في رحمة الله وما ... خاب عبد طامع لم ييأس
يا إلهي جد علينا كرما ... يا كريماً قبل أخذ الإنفس رجع إلى موشّحات ابن الخطيب:
قال لسان الدين ابن الخطيب رحمه الله تعالى: وممّا قلته من الموشّحات التي انفرد باختراعها الأندلسيون وطمس الآن رسمها (١) :
(١) الموشحة في أزهار الرياض ١: ٣١٤ وهي في مدح السلطان يوسف أبي الحجاج.