للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وضمنه من كلام أمير المؤمنين مولانا المنصور أبي العباس أحمد الشريف الحسني - رحمة الله تعالى ورضوانه عليه - ما زاده زيناً، وأخبرني - رحمه الله تعالى - أنّه ذكر فيه لأهل العصر في أمير المؤمنين ولأمير المؤمنين المذكور أزيد من ثلاثمائة موشّح، ولا حرج في إيراد بعضها هنا، فمنها قول أحد الوافدين من أهل مكّة على عتبة السلطان مولانا المنصور (١) ، وهو رجل يقال له أبو الفضل ابن محمد العقاد وقد عارض بها موشّحتي لسان الدين وابن سهل السابقتين (٢) :

ليت شعري هل أروّي ذا الظما ... من لمى ذاك الثّغير الألعس

وترى عيناي ربّات الحمى ... باهيات بقدود ميّس

يدخلون السّقم من دار اللوى ... كلم الهجر فؤادي وأسر

هدّ من ركن اصطباري والقوى ... مبدلاً أجفان نومي بالسّهر

حين عزّ الوصل عن وادي طوى ... هملت أعين دمعي كالمطر

فعساكم أن تجودوا كرما ... بلقاكم في سواد الحندس

وتداووا قلب صبّ مغرما ... من جراحات العيون النّعّس

كلّما جنّ ظلام الغسق ... هزّني الشوق إليكم شغفا

واعتراني من جفاكم قلقي ... مذ تذكرت جياداً (٣) والصفا

وتناهت لوعتي من حرقي ... ثمّ زاد الوجد في التلفا


(١) يعني السلطان أحمد المنصور الذهبي ابا العباس ابن محمد الشيخ المهدي السعدي، وهو من أعظم سلاطين السعيديين؛ انتصر على البرتغاليين في موقعة وادي المخازن سنة ٩٨٦ وفتح السودان، واهتم ببناء المساجد والمستشفيات وشجع العلوم؛ توفي سنة ١٠١٢ (راجع مناهل الصفا للفشتالي، والجزء الخامس من الاستقصا والأعلام للشيخ العباس ابن إبراهيم) .
(٢) وردت الموشحة في روضة الآس: ١٤.
(٣) جياد: يعني جبل أجياد بمكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>