يا حيا الزمن حيّها من بلادٍ ... غرس الحب غرسها في فؤادي
وتعاهد معاهد الأنس منها ... وعهود الصبا بصوب العهاد
حيث مغنى الهوى، وملهى الغواني ... ومراد المنى، ونيل المراد
ومقرّ العلا، ومرقى الأماني ... ومجرّ القنا، ومجرى الجياد
كل حسن على تلمسان وقف ... وخصوصاً على ربى العبّاد
وسما تاجها على كل تاجٍ ... ونما وهدها على كلّ ناد
يدّعي غيرها الجمال فيقضي ... حسنها أنّ تلك دعوى زياد
بشعري فهمت معنى علاها ... من حلاها فهمت في كلّ وادي
حضرة زانها الخليفة موسى ... زينة الحلي عاطل الأجياد
وحباها بكلّ بذل وعدل ... وحماها من كلّ باغ وعاد
ملك جاوز المدى في المعالي ... فالنهايات عنده كالمبادي
معقل للهدى منيع النواحي ... مظهر للعلا رفيع العماد
قاتل المحل والأعادي ... جميعاً بغرار الظبى وغرّ الأيادي
كلّما ضنّت السحائب أغنت ... راحتاه عن السحاب الغوادي
كم هباتٍ له وكم صدقاتٍ ... عائدات على العفاة بواد
فأيادي خليفة الله موسى ... أبحرٌ عذبة على الورّاد
ركّب الجود في بسيط يديه ... فتلافى به تلاف العباد
جلّ باريه ملجأ للبرايا ... كالحيا ضامناً حياة البلاد
جلّ من خصّه بتلك المزايا ... باهرات من طارف وتلاد
شيم حلوة الجنى وسجايا ... شهد المجد أنها كالشّهاد
يا إمام الهدى (١) وشمس المعالي ... وغمام الندى وبدر النادي
(١) ق: العلا.