لك بين الملوك سرٌّ خفيٌّ ... ليس معناه للعقول بباد
فكأنّ البلاد كفك مهما ... كان فيها من ينتمي لعناد
قبضت كفّك البنان عليه ... فأتى بالإذعان حلف انقياد
بكم تصلح البلاد جميعاً ... إنّ آراءكم صلاح البلاد
لم تزل دائماً تحنّ إليكم ... كحنين السقيم للعوّاد
لو أعينت بمنطق شكرتكم ... مثل شكر العفاة للأجواد
قد أطاعتكم البلاد جميعاً ... طاعةً أرغمت أنوف الأعادي
فأريحوا الجياد أتعبتموها ... وأقرّوا السيوف في الأغماد
واهنأوا خالدين في عزّ ملك ... قائم السعد دائم الإسعاد
وإليكم من مذهبات القوافي ... حكماً سهّلت ليان المقاد
كلّ بيت من النظام مشيدٍ ... عطّر الأفق بالثّناء المجاد (١)
ذو ابتسام كزهر روض مجودٍ ... وانتظام كسلك درٍّ مجاد ولأبي المكارم منديل ابن الإمام الشهير صاحب المقدمة الآجرومية قصيدة في المنحى وافقت قصيدة الثغري في البحر وبعض المطلع، فلا ندري أيهما نسج على منوال الآخر: إذ هما متعاصران، إلا أن ذاك قالها في تلمسان، وهذا في مدينة فاس؛ وهي:
أيها العارفون قدر الصّبوح ... جدّدوا أنسنا بباب الفتوح يعني بباب الفتوح أحد أبواب فاس، كما أن باب الجياد في كلام الثغري أحد أبواب تلمسان.