جدّدوا ثمّ أنسنا ثمّ جدوا ... يسرح الطرف في مجال فسيح
حيث شابت مفارق اللوز نوراً ... وتساقطن كاللجين الصريح
وبدا منه كلّ ما احمرّ يحكي ... ششفقاً مزقته أيدي الريح
وكأنّ الذي تساقط منه ... نقطٌ لحن من دمٍ مسفوح
وإذا ما وصلتم للمصلّى ... فلتحلوا بموضع التسبيح
وبطيفورها فطوفوا لكيما ... تبصروا من ذراه كلّ سطوح
ولتقيموا هناك لمحة طرف ... لتردّوا به ذماء الروح
ثم حطوا رحالكم فوق نهر ... كلّ في وصفه لسان المديح
فوق حافاته حدائق خضرٌ ... ليس عنها لعاشق من نزوح
وكأن الطيور فيها قيان ... هتفت بين أعجم وفصيح
وهي تدعوكم إلى قبة الجو ... ز هلمّوا إلى مكان مليح
فيه ما تشتهون من كلّ نور ... مغلق في الكمام أو مفتوح
وغصون تهيج رقصاً إذا ما ... سمعت صوت كلّ طير صدوح
فأجيبوا دعاءها أيّها السر ... ب وخلوا مقال كل نصيح
واجنحوا للمجون فهو جدير ... وخليق من مثلكم بالجنوح
واخلعوا ثمّ للتصابي عذاراً ... إنّ خلع العذار غير قبيح
وإذا شئتم مكاناً سواه ... هو أجلى من ذلكم في الوضوح
فاجمعوا أمركم لنحو خليج ... جاء كالصلّ من قفار فسيح
عطرت جانبيه كف الغوادي ... بشذا عرف زهرها الممنوح
قل لمهيار إن شممت شذاها ... قول مستخبرٍ أخي تجريح
أين هذا الشّذا الذكيّ من القي ... صوم والرند والغضا والشيح
حبّذا ذلك المهاد مهاداً ... بين دان من الرّبى ونزوح
ثم من ذلك المهاد أفيضوا ... نحو هضب من الهموم مريح