للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه للحسن دوحة وروايا ... وانشراح لذي فؤاد قريح

وحجار تدعى حجار طبول ... غير أنّ التطبيل غير صحيح

تنثر الشمس ثمّ كلّ غدوّ ... زعفراناً مبلّلاً بنضوح

وسوى من هناك يسبي عقولاً ... ويجلّي لحاظ طرف طموح

وعيون بها تقرّ عيونٌ ... وكلاها يأسو كلوم الجريح

فرشت فوقها طنافس زهرٍ ... ليس كالعهن نسجها والمسوح

كلّما مرّ فوقهنّ طليح ... عاد من حسنهن غير طليح

فانهضوا أيّها المحبون مثلي ... لنرى ذات حسنها الملموح

هكذا يربح الزمان وإلا ... كلّ عيش سواه غير ربيح وما أحسن قول الكاتب الثغري يمدح تلمسان والسلطان المذكور آنفاً:

تاهت تلمسانٌ بحسن شبابها ... وبدا طراز الحسن في جلبابها

فالبشر يبدو من حباب ثغورها ... متبسّماً أو من ثغور حبابها

قد قابلت زهر النجوم بزهرها ... وبروجها ببروجها وقبابها

حسنت بحسن مليكها المولى أبي ... حمو الذي يحمي حمى أربابها

ملك شمائله كزهر رياضها ... ونداه فاض بها كفيض عبابها

أعلى الملوك الصّيد من أعلامها ... وأجلّها من صفوها ولُبابها

غارت بغرة وجهه شمس الضحى ... وتنقيت خجلاً بثوب ضبابها

والبدر حين بدت أشعّتها له ... حسناً تضاءل نوره وخبا بها

لله حضرته التي قد شرّفت ... خدّامها فسموا بخدمة بابها

فاللثم في يمناه يبلغها المنى ... والمدح في علياه من أسبابها وللثغري المذكور قصيدة لامية بديعة في مدح السلطان أبي حمو

<<  <  ج: ص:  >  >>