للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربوع بها كان الشباب مصاحبي ... جررت إلى اللذات في دارها الذيلا

فكم نلت فيها من أمانٍ قصيةٍ ... وكم منح الدهر الضنين (١) بها النيلا

وكم غازلتني الغيد فيها تلاعباً ... وكم من عذول لا أطيع له قولا

وكم ليلة بتنا بصفصيفها الذي ... تسامى على الأنهار إذ عدم المثلا

وكدية عشاق لها الحسن ينتهي ... يعود المسنّ الشيخ من حسنها طفلا

نعم، وغدير الجوزة السالب الحجى ... نعمت بها طفلاً وهمت بها كهلا

ومنه ومن عين أم يحيى شرابنا ... لأنهما في الطيب كالنيل بل أحلى

وعبّادها ما القلب ناس ذمامه ... به روضة للخير قد جعلت حلاّ

به شيخنا المذكور في الأرض ذكره ... أبو مدين أهلاً به دائماً أهلا

لها بهجة تزري على كل بلدة ... بتاج عليها كالعروس إذا تجلى

فيا جنّة الدنيا التي راق حسنها ... فحازت على كلّ البلاد به الفضلا

ولا عجب أن كنت في الحسن هكذا ... وموسى الإمام المرتضى فيك قد حلاّ

ولاحت لدينا فيك منه محاسن ... كأنّ سناها حاجب الشمس إذ جلّى

مطاع شجاع في الوغى ذو مهابة ... حسام على الباغين في الأرض قد سلاّ

كريم حليم حاتميّ نواله ... سعيد حميد يصدق القول والفعلا

له راحة كالغيث ينهل ودقها ... وصارم نصرٍ مرهف الحد لا فلاّ

هو الملك الأرقى هو الملك الرضي ... هو الملك الأسنى هو الملك الأعلى

ومن هذه الأوصاف فيه تجمّعت ... حقيقاً على كلّ المعالي قد استولى

إمام حباه الله ملكاً مؤزراً ... فلا ملك إلاّ لعزّته ذلاّ

من الزاب وافانا عزيزاً مظفّراً ... يجر من النصر المنوط به ذيلا


(١) البغية: المنيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>