أفردها ابن الخطيب القسمطيني بتأليف سمّاه أنس الفقير.
ومن كلامه: من رزق حلاوة المناجاة زال عنه النوم، ومن اشتغل بطلب الدنيا ابتلي فيها بالذل، ومن لم يجد من قلبه زاجراً فهو خراب.
وقوله: بفساد العامّة تظهر ولاة الجور، وبفساد الخاصّة تظهر دجاجلة الدين الفتّانون.
وقوله: من عرف نفسه لم يغترّ بثناء الناس عليه، ومن خدم الصالحين ارتفع، ومن حرمه الله تعالى احترامهم ابتلاه الله بالمقت من خلقه، وانكسار العاصي خير من صولة المطيع.
وقوله: من علامة الإخلاص أن يغيب عنك الخلق في مشاهدة الحق.
وسئل عن المحو والشيخ، فقال: المحو من شهدت له ذاتك بالتقديم، وسرك بالاحترام والتعظيم، والشيخ من هداك بأخلاقه، وأيدك بإطراقه، وأنار باطنك بإشراقه، إلى غير ذلك من كلامه النيّر، وهو بحر لا ساحل له.
وله نظم كثير مشهور بأيدي الناس، وممّا يُنسب له قوله:
بكت السحاب فأضحكت لبكائها ... زهر الرياض وفاضت الأنهار
وقد أقبلت شمس النّهار بحلّة ... خضرا، وفي أسرارها أسرار
وأتى الربيع بخيله وجنوده ... فتمتعت في حسنه الأبصار
والورد نادى بالورود إلى الجنى ... فتسابق الأطيار والأشجار
والكأس ترقص والعقار تشعشعت ... والجوّ يضحك والحبيب يزار
والعود للغيد الحسان مجاوب ... والطار أخفى صوته المزمار
لا تحسبوا الزمر الحرام مرادنا ... مزمارنا التّسبيح والأذكار
وشرابنا من لطفه، وغناؤنا ... نعم الحبيب الواحد القهار
والعود عادات الجميل، وكأسنا ... كأس الكياسة، والعقار وقار