للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزعن عن الألحاظ كلّ مسدّد ... فغادرن أفلاذ القلوب دواميا

ولما تراءى السّرب قلت لصاحبي ... وأيقنت أنّ الحبّ ما عشت دانيا

حذارك من سقم الجفون فإنّه ... سيعدي بما يعيي الطلبيب المداويا

وإنّ أمير المسلمين محمداً ... ليعدي نداه الساريات الهواميا

تضيء النجوم الزاهرات خلاله ... وينفث في روع الزمان المعاليا

معال إذا ما النّجم صوّب طالباً ... مبالغها في العزّ حلّق وانيا

يسابق علويّ الرياح إلى النّدى ... ويفضح جدوى راحتيه الغواديا

ويغضي عن العوراء إغضاء قادر ... ويرجح في الحلم الجبال الرواسيا

همام يروع الأسد في حومة الوغى ... كما راعت الأسد الظباء الجوازيا

إذا استبق الأملاك يوماً لغاية ... أبيت وذاك المجد إلا التناهيا

بهرت فأخفيت الملوك وذكرها ... ولا عجب فالشمس تخفي الدراريا

جلوت ظلام الظلم من كلّ معتدٍ ... ولا غرو أن تجلو البدور الدياجيا

هديت سبيل الله من ضلّ رشده ... فلا زلت مهدياً إليه وهاديا

أفدت وحيّ الملك ممّا أفدته ... وطوّقت أشراف الملوك الأياديا

وكان أبو زيّان جيداً معطّلاً ... فزينته حتى اغتدى بك حاليا

لك الخير لم تقصد بما قد أفدته ... جزاء ولكن همّة هي ما هيا

فما تكبر الأملاك غيرك آمراً ... ولا ترهب الأشراف غيرك ناهيا

ولا تشتكي الأيام من داء فتنة ... فقد عرفت منك الطبيب المداويا

وأندلساً أوليت ما أنت أهله ... أوردتها ورداً من الأمن صافيا

تلافيت هذا الثغر وهو على شفاً ... وأصبحت من داء الحوادث شافيا

ومن بعد ما ساءت ظنون بأهلها ... وحاموا على ورد الأماني صواديا

<<  <  ج: ص:  >  >>