للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما يأملون العيش إلاّ تعلّلاً ... ولا يعرفون الأمن إلاّ أمانيا

عطفت على الأيام عطفة راحمٍ ... وألبستها ثوب امتنانك ضافيا

فآنس من تلقائك الملك رشده ... ونال بك الإسلام ما كان راجيا

فرأيٌ كما اشنقّ الصباح، وعزمة ... كما صقل القين الحسام اليماناي

وكانت رماح الخطّ خمصاً ذوابلاً ... فأنهلت منها في الدماء صواديا

وأوردت صفح السيف أبيض ناصعاً ... فأصدرته في الروع أحمر قانيا

لك العزم تستجلي الخطوب بهديه ... ويلفى إذا تنبو الصوارم ماضيا

إذا أنت لم تفخر بما أنت أهله ... فما الصبح وضّاح المشارق عاليا

ويهنيك دون العيد عيد شرعته ... نبث به في الخافقين التهانيا

أقمت به من فطرة الدين سنّة ... وجددت من رسم الهداية عافيا

صنيع تولّى الله تشييد فخره ... وكان لما أوليت فيه مجازيا

تودّ النجوم الزهر لو مثلت به ... وقضّت من الزلفى إليك الأمانيا

ومازال وجه اليوم بالشمس مشرقاً ... سروراً به والليل بالشهب حاليا

على مثله فليعقد الفخر تاجه ... ويسمو به فوق النجوم مراقيا

به تغمر الأنواء كلّ مفوّه ... ويحدو به من كان بالقفر ساريا

ويوسف فيه بالجمال مقنّع ... كأنّ له من كل قلب مناجيا

وأقبل ما شاب الحياء مهابةً ... يقلّب وجه البدر أزهر باهيا

وأقدم لا هيّابة الحفل واجماً ... ولا قاصراً فيه الخطا متوانيا

شمائل فيه من أبيه وجدّه ... ترى العزّ فيها مستكنّاً وباديا

فيا علقاً أشجى القلوب لو أنّنا ... فديناك بالأعلاق ما كنت غاليا

جريت فأجريت الدموع تعطّفاً ... وأطلعت فيها للسرور نواشيا

وكم من وليٍّ دون بابك مخلصٍ ... يفدّيه بالنّفس النفيسة واقيا

<<  <  ج: ص:  >  >>