وصيدٍ من الحيّين أبناء قيلةٍ ... تكفّ الأعادي أو تبيد الأعاديا
بها ليلُ غرٌّ إن أعدّوا لغارة ... أعادوا صباح الحيّ أظلم داجيا
فوالله لولا أن توخيت سنّةً ... رضيت بها أن كان ربّك راضيا
لكان بها للأعوجيّات جولة ... تشيب من الغلب الشباب النواصيا
وتترك أوصال الوشيج مقصدّاً ... وبيض الظّبي حمر المنون دواميا
ولمّا قضى من سنّة الله ما قضى ... وقد حسدت منه النجوم المساعيا
أفضنا نهنّي منك أكرم منعم ... أبى لعميم الجود إلاّ تواليا
فيهني صفاح الهند والبأس والندى ... وسمر العوالي والعتاق المذاكيا
ويهني البنود الخافقات فإنّها ... سيعقدها في ذمّة النصر غازيا
كأنّي به يشقي الصوارم والظّبي ... ويحطم في اللأم الصلاب العواليا
كأني به قد توّج الملك يافعاً ... وجمّع أشتات المكارم ناشيا
وقضّى حقوق الفخر في ميعة الصِّبا ... وأحسن من دين الكمال التقاضيا
وما هو إلآّ السعد إن رمت مطلعاً ... وسدّدت سهماً كان ربّك راميا
فلا زلت يا فخر الخلافة كافلاً ... ولا زلت يا خير الأئمّة كافيا
ودمت قرير العين منه بغبطة ... وكان له رب البريّة واقيا
نظمت له حرّ الكلام تمائماً ... جعلت مكان الدرّ فيها القوافيا
لآلٍ بها تبأى (١) الملوك نفاسةً ... وجلّت لعمري أن تكون لآليا
أرى المال يرميه الجديدان بالبلى ... وما إن أرى إلاّ المحامد باقيا وورد على السلطان أبي سالم ملك المغرب رحمة الله تعالى عليه وفد الأحابيش بهدية من ملك السودان، ومن جملتها الحيوان الغريب المسمّى بالزرافة، فأمر من يعاني الشعر من الكتّاب بالنظم في ذلك الغرض، فقال وهي من بدائعه:
(١) ق: تبدي.