للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لولا تألق بارق التذكار ... ما صاب واكف دمعي المدرار

لكنّه مهما تعرّض خافقاً ... قدحت يد الأشواق زند أواري

وعلى المشوق إذا تذكّر معهداً ... أن يغري الجفان باستعبار

أمذكّري غرناطةً حلّت بها ... أيدي السحاب أزرّة النوّار

كيف التخلّص للحديث وبيننا (١) ... عرض الفلاة وطافح الزّخّار

هذا على أنّ التغرّب مركبي ... وتولّج الفيح الفساح (٢) شعاري

فلكم أقمت غداة زمّت عيسهم ... أبغي القرار ولات حين قرار

وطفقت أستقري المنازل بعدهم ... يمحو البكاء مواقع الآثار

إنّا بني الآمال تخدعنا المنى ... فنخادع الآمال بالتسيار

نتجشم الأهوال في طلب العلا ... ونروع سرب النوم بالأفكار

لا يحرز المجد الخطير سوى امرىءٍ ... يمطي (٣) العزائم صهوة الأخطار

إمّا يفاخر بالعتاد ففخره ... بالمشرفيّة والقنا الخطّار

مستبصر مرمى العواقب واصل ... في حمله (٤) الإيراد بالإصدار

فأشدّ ما قاد الجهول إلى الردى ... عمه البصائر لا عمى الأبصار

ولربّ مربدّ الجوانح مزبد ... سبح الهلال بلجّه الزخّار

فتقت كمائم جنحه عن أنجمٍ ... سفرت زواهرهنّ عن أزهار

مثلت على شاطي المجرّة نرجساً ... تصطف منه على خليج جاري

وكأنّما بدر التمام بجنحه ... وجه الإمام بجحفلٍ جرّار

وكأنّما خمس الثريّا راحة ... ذرعت مسير الليل بالأشبار

أسرجت من عزمي مصابيحاً بها ... تهدي السراة لها من الأقطار


(١) ق: ودوننا.
(٢) ق: انفساح.
(٣) ق والإحاطة: يعطي، والصواب ما في الأزهار.
(٤) ق: جملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>