للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وارتاع من بازي الصباح غرابه ... لمّا أطلّ فطار كلّ مطار ومنها:

وغريبةٍ قطعت إليك على الونى ... بيداً تبيد بها هموم الساري

تنسيه طيّته التي قد أمّها ... والركب فيها ميّت الأخبار

يقتادها من كلّ مشتمل الدجى ... وكأنّما عيناه جذوة نار

تشدو بحمد المستعين حداتها ... يتعلّلون به على الأكوار

إن مسّهم لفح الهجير أبلّهم ... منه نسيم ثنائك المعطار

خاضوا بها لجج الفلا فتخلّصت ... منها خلوص البدر بعد سرار

سلمت بسعدك من غوائل مثلها ... وكفى بسعدك حامياً لذمار

وأتتك يا ملك الزمان غريبة ... قيد النواظر نزهة الأبصار

موشيّة الأعطاف رائقة الحلى ... رقمت بدائعها يد الأقدار

راق العيون أديمها فكأنه ... روض تفتّح عن شقيق بهار

ما بين مبيضٍّ وأصفر فاقعٍ ... سال اللجين به خلال نضار

يحكي حدائق نرجس في شاهق ... تنساب فيه أراقم الأنهار

تحدو (١) قوائم كالجذوع وفوقها ... جبل أشم بنوره متوار

وسمت بجيدٍ مثل جذع مائل ... سهل التعطف ليّن خوّار

تستشرف الجدران منه ترائباً ... فكأنّما هو قائم بمنار

تاهت بكلكلها وأتلع جيدها ... ومشى بها الإعجاب مشي وقار

خرجوا لها الجمّ الغفير، وكلهم ... متعجب من لطف صنع الباري

كلٌّ يقول لصحبه قوموا انظروا ... كيف الجبال تقاد بالأسيار

ألقت ببابك رحلها ولطالما ... ألقى الغريب به عصا التسيار

علمت ملوك الأرض أنك فخرها ... فتسابقت لرضاك في مضمار


(١) كذا في جميع الأصول، ولعلها " تجذو " يريد: تنصب.

<<  <  ج: ص:  >  >>