للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصبحت وارث مجدهم وفخارهم ... ومشرّف الأعصار والأمصار

وجهٌ كما حسر الصباح نقابه ... ويد تمدّ أناملاً ببحار

جدّدت دون الدين عزمة أروعٍ ... جدّدت منها سنّة الأنصار

حطت البلاد ومن حوته ثغورها ... وكفى بسعدك حامياً لذمار

لله رحلتك التي نلنا بها ... أجر الجهاد ونزهة الأبصار

أوردتنا فيها لجودك مورداً ... مستعذب الإيراد والإصدار

وأفضت فينا من نداك مواهباً ... حسنت مواقعها على التكرار

أضحكت ثغر الثغر لمّا جئته ... وخصصته بخصائص الإيثار

حتى الفلاة تقيم يوم وردتها ... سنن القرى بثلاثة الأثوار (١)

وسرت عقاب الجوّ تهديك الذي ... تصطاد من وحش ومن أطيار

والأرض تعلم أنك الغوث الذي ... تضفي عليها واقي الأستار

همل المسارح لا يراع قيصه ... إلاّ لنبأة فارس مغوار

سرحت عنان الريح فيه وربما ... ألقت بساحته عصا التسيار

باكرته والأفق قد خلع الدجى ... مسحاً ليلبس حلّة الإسفار

وجرى به نهر النهار كمثل ما ... سكب النديم سلافةً من قار

عرضت به المستنفرات (٢) كأنها ... خيل عراب جلن في مضمار

أتبعتها غرر الجياد كواكباً ... تنقض رجماً في سماء غبار

والهاديات يؤمّها عبل الشّوى (٣) ... متدفّق كتدفّق التيّار


(١) في الإحاطة والأزهار: بتلألؤ الأنوار؛ وأرى الأصل فيه ما أثبته لأنه يتحدث عن خروج السلطان للصيد، ورميه ثلاثة ثيران، فكأن فلاة الصيد راعت سنة القرى يتقديمها الثيران له.
(٢) المستنفرات: الحيوانات التي استنفرت لكي تعدو الجياد وراءها، ويحرز السلطان لذة مطاردتها وصيدها.
(٣) عبل الشوى: كناية عن الثور، والهاديات: المتقدمات سبقاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>