للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أزجيتها شقراء رائقة الحلى ... فرميته منها بشعلة نار

أثبتّ فيه الرمح ثمّ تركته ... خضب الجوانح بالدم الموّار

حامت عليه الذابلات كأنّها ... طير أوت منه إلى أوكار

طفقت أرانبه غداة أثرتها ... تبغي الفرار ولات حين فرار

هل ينفع الباع الطويل وقد غدت ... يوم الطّراد قصيرة الأعمار

من كلّ منحفزٍ بلمحة بارق ... فاتت خطاه مدارك الأبصار

وجوارحٍ سبقت إليه طلابها ... فكأنّما طالبنه بالثّار

سود وبيض في الطّراد تتابعت ... كالليل طارده بياض نهار

ترمي بها وهي الحنايا ضمّراً ... مثل السهام نزعن عن أوتار

ظنّت بأن ينجو لها، كلاّ ولو ... أغريته بأرانب الأقمار

وبكل فتخاء الجناح إذا ارتمت ... فكأنها نجم السماء السّاري

زجل الجناح مصفق كمن الردى ... في مخلبٍ منه وفي منقار

أجلى الطريد من الوحوش وإن رمى ... طيراً أتاك به على مقدار

وأريتنا الكسب الذي أعداده ... ملأت جمالاً أعين النّظّار

بيض وصفر خلت مطرح سرحها ... روضاً تفتّح عن شقيق بهار

من كلّ موشيّ الأديم مفوّفٍ ... رقمت بدائعه يد الأقدار

خلط البياض بصفرة في لونه ... فترى اللّجين يشوب ذوب نضار

أو أشعلٍ راق العيون كأنّه ... غلس يخالط سدفةً بنهار

سرحت بمخضرّ الجوانب يانعٍ ... تنساب فيه أراقم الأنهار

قد أرضعته الساريات لبانها ... وحللن فيه أزرّة النوّار

أخذت سعودك حذرها فلحكمةٍ ... أغرت جفون المزن باستعبار

لما أرتك الشمس صفرة حاسدٍ ... لجبينك المتألّق الأنوار

نفثت عليك السحب نفث معوّذ ... من عينها المتوقّع الإضرار

فارفع لواء الفخر غير مدافع ... واسحب ذيول العسكر الجرّار

<<  <  ج: ص:  >  >>