للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واهنأ بمقدمك السعيد مخوّلاً ... ما شئت من عزٍّ ومن أنصار

قد جئت دارك محسناً ومؤمّلاً ... متّعت بالحسنى وعقبى الدار

وإليكها من روض فكري نفحةً ... شفّ الثناء بها على الأزهار ومن شعره في غير المطولات قوله (١) :

لقد زادني وجداً وأغرى بي الجوى ... ذبالٌ بأذيال الظلام قد التفتا

تشير وراء الليل منه بنانة ... مخضّبة والليل قد حجب الكفّا

تلوح سناناً حين لا تنفح الصّبا ... وتبدي (٢) سواراً حين تثني له العطفاي

قطعت به ليلاً يطارحني الجوى ... فآونةً يبدو وآونة يخفى

إذا قلت لا يبدو أشال لسانه ... وإن قلت لا يخفى الضياء به كفّا

إلى أن أفاق الصبح من غمرة الدجى ... وأهدى نسيم الروض من طيبه عرفا

لك الله يا مصباح أشبهت مهجتي ... وقد شفّها من لوعة الحبّ ما شفّا وممّا ثبت له صدر رسالة:

أزور بقلبي معهد الأنس والهوى ... وأنهب من أيدي النسيم رسائلا

ومهما سألت البرق يهفو من الحمى ... يبادره دمعي مجيباً وسائلا

فيا ليت شعري والأماني تعلّلٌ ... أيرعى لي الحيّ الكرام الوسائلا

وهل جيرتي الأولى كما قد عهدتهم ... يوالون بالإحسان من جاء سائلا ومن أبياته الغراميات:

قيادي قد تملّكه الغرام ... ووجدي لا يطاق ولا يرام

ودمعي دونه صوب الغوادي ... وشجوي فوق ما يشكو الحمام


(١) يصف مصباحاً.
(٢) الأزهار: وتبدو.

<<  <  ج: ص:  >  >>