لها بنانٌ فلا غيث يساجلها ... جوداً ولا سحبه يوماً تدانيها
فإن تصب سحبه بالماء حين همت ... بعسجد ولجين صاب هاميها
يا أيها الغيث أنت الغوث في زمنٍ ... ملوكه تلفت لولا تلافيها
إنّ الرعايا جزاك الله صالحةً ... ملكت شرقاً وغرباً من يراعيها
إن الخلائق في الأقطار أجمعها ... سوائم أنت في التحقيق راعيها
فكل مصلحة للخلق تحكمها ... وكل صالحةٍ في الدين تنويها
إذا تيممت أرضاً وهي مجدبة ... فرحمة الله بالسقيا تحييّها
يا رحمةً بثّت الرحمى بأندلسٍ ... لولاك زلزلت الدنيا بمن فيها
في فضل جودك قد عاشت مشيختها ... في ظل أمنك قد نامت ذراريها
في طول عمرك يرجو الله آملها ... بنصر ملكك يدعو الله داعيها
عوائد الله قد عوّدت أفضلها ... لتبلغ الخلق ما شاءت أمانيها
سلّ السعود وخلّ البيض مغمدةً ... واضرب بها فرية التثليث تفريها
لله أيّامك الغرّ التي اطردت ... فيها السعود بما ترضى ويرضيها
لله دولتك الغراء إنّ لها ... لكافلاً من إله العرش يكفيها
هيهات أن تبلغ الأعداء مأربةً ... في جريها وجنود الله تحميها
هذي سيوفك في الأجفان نائمة ... والمشركون سيوف الله تفنيها
سريرة لك في الإخلاص قد عرفت ... حسنى عواقبها حتى أعاديها
لم يحجب الصبح شهب الأفق عن بصرٍ (١) ... إلاّ وهديك للأبصار يبديها
يا ابن الملوك وأبناء الملوك إذا ... تدعو الملوك إلى طوعٍ تلبّيها
أبناء نصرٍ ملوك عزّ نصرهم ... وأوسعوا الخلق تنويهاً وترفيها
هم المصابيح نور الله موقدها ... تضيء للدين والدنيا مشاكيها
هم النجوم وأفق الهدي مطلعها ... فوزاً لمهديّها عزّاً لهاديها
(١) الأزهار: لم تحتجب شهب الآفاق عن بصر.