للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنّ حمراءها والله يكلؤها ... ياقوتة فوق ذاك التاج يعليها

إنّ البدور لتيجان مكلّلة ... جواهر الشهب في أبهى مجاليها

لكنّها حسدت تاج السبيكة إذ ... رأت أزاهره زهراً يجلّيها

بروجها لبروج الأفق مخجلة ... فشهبها في جمالٍ لا تضاهيها

تلك القصور التي راقت مظاهرها ... تهوي النجوم قصوراً عن معاليها

لله لله عينا من رأى سحراً ... تلك المنارة قد رقّت حواشيها

والصبح في الشرق قد لاحت بشائره ... والشهب تستنّ سبقاً في مجاريها

تهوي إلى الغرب لمّا غالها سحر ... وغمّض الفجر من أجفان واشيها وساجع العود في كف النديم إذا ما استوقفت ساجعات الطير يغريها (١)

يبدي أفانين سحرٍ في ترنّمه ... يصبي العقول بها حسناً ويسبيها

يجسّه ناعم الأطراف تحسبها ... لآلئاً وهي نورٌ في تلاليها

مقاتلٌ بلحاظ قوس حاجبها ... ترمي القلوب بها عمداً فتصميها

فباكر الروض والأغصان ماثلة ... يثني النفوس لها شوقاً تثنّيها

لم يرقص الدوح بالأكمام من طربٍ ... حتى شدا من قيان الطير شاديها

وأسمعتها فنون السحر مبدعة ... ورق الحمام وغنّاها مغنّيها

غرناطة آنس الرحمن ساكنها ... باحت بسرّ معانيها أغانيها

أعدى نسيمهم لطفاً نفوسهم ... فرقّة الطبع طبعٌ منه يعديها

فخلّدَ الله أيام السرور بها ... صفراً عشيّاتها بيضاً لياليها

وروّض المحل منها كلّ منبجسٍ ... إذا اشتكت بغليل الجدب يرويها

يحكي الخليفة كفّاً كلّما وكفت ... بالجود فوق موات الأرض يحييها

تغنى العفاة وقد أمّت مكارمه ... عن السؤال وبالإحسان يغنيها


(١) هذه رواية ق والأزهار؛ وفي التجارية: ما استوقف الطير يدنيها ويقريها.

<<  <  ج: ص:  >  >>