للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مموّه بنضارٍ تاه من عجبٍ ... فليس يعدم تنويهاً ولا تيها

وربّ نهر حسام رقّ رائقه ... متى ترده نفوس الكفر يرديها

تجري الرؤوس حباباً فوق صفحته ... وما جرى غير أنّ البأس يجريها

وذابل من دم الكفّار مشربُهُ ... يجني الفتوح وكفّ النصر تجنيها

وكم هلالٍ لقوس كلما نبضت ... ترى النجوم رجوماً في مراميها

أئمّة الكفر ما يمّمت ساحتها ... إلاّ وقد زلزلت قسراً صياصيها

يا دولة النصر هل من مبلغٍ دولاً ... مضين أنّك تحييها وتنسيها

أو مبلغٍ سالف الأنصار مألُكةً ... والله بالخلد في الفردوس يجزيها

أنّ الخلافة أعلى الله مظهرها ... أبقت لنا شرفاً والله يبقيها

يا ابن الذين لهم في كلّ مكرمةٍ ... مفاخرٌ ولسان الدهر يمليها

أنصار خير الورى، مختار هجرته ... جيران روضته، أكرم بأهليها

سمّتهم الملّة السّمْحاء تكرمةً ... أنصارها، وبهم عزّت أواليها

ففي حنين وفي بدر وفي أحدٍ ... تلفي مفاخرهم مشهورة فيها

ولتسأل السّير المرفوع مسندها ... فعن مواقفهم تروى مغازيها

مآثرٌ خلّد الرحمن أثرتها ... ينصّها من كتاب الله قاريها

ماذا يجيد بليغ أو ينمّقه ... من الكلام ووحي الله تاليها

له الجهاد به تسري الرياح إلى ... ممالك الأرض من شتى أقاصيها

تحدى الركاب إلى البيت العتيق به ... فمكّة عمرت منه نواديها

بشائر تسمع الدنيا وساكنها ... إذا دعا باسمك الأعلى مناديها

كفى خلافتك الغراء منقبةً ... أنّ الإله يوالي من يواليها

وقد أفاد بنيه الدهر تجربةً ... أنّ السّعود تعادي من يعاديها

إذا رميت سهام العزم صائبةً ... فما رميت، بل التوفيق راميها

شكراً لمن عظمت منّا مواهبه ... وإن تعدّ فليس العد يحصيها

<<  <  ج: ص:  >  >>