عمّا قريب ترى الأعياد مقبلة ... من الفتوح ووفد النصر حاديها
وتبلغ الغاية القصوى بشائرها ... فقد أظلّت بما ترضى مباديها
فاهنأ بما شئت من صنعٍ تسرّ به ... وانو الأمانيّ فالأقدار تدنيها
مولاي خذها كما شاءت بلاغتها ... ولو تباع لكان الحسن يشريها
أرسلتها حيثما الأرواح مرسلة ... نوادراً تنشر البشرى أماليها
جاءت تهنّيك عيد الفطر معجبة ... بحسنها ولسان الصدق يطريها
البشر في وجهها، واليمن في يدها ... والسحر في لفظها، والدر في فيها
لو رصّع البدر منها تاج مفرقه ... لم يرض درّ الدراري أن تحلّيها
فإن تكن بنت فكري وهو أوجدها ... نعماك في حجره كانت تربيها
في روض جودك قد طوّقتني منناً ... طوق الحمام فما سجعي موفّيها
ولو أعرت لسان الدهر يشكرها ... لكان يقصر عن شكر يوفّيها
بقيت للدين والدّنيا إمام هدىً ... مبلّغ النّفس ما ترجو أمانيها
والسعد يجري لغايات تؤمّلها ... ما دامت الشّهب تجري في مجاريها وقال رحمه الله تعالى شاكراً لنعمٍ وصلته من المذكور في عاشوراء:
مولاي يا ابن السابقين إلى العلا ... والرافعين لواءها المنشورا
إن لوحظوا في المعلوات فإنهم ... طلعوا بآفاق العلاء بدورا
أو فوخروا في المكرمات فإنهم ... نظموا بأسلاك الفخار شذورا
أبناء أنصار النّبيّ وصحبه ... في الذكر أصبح فخرهم مذكورا
والمؤثرين، وربّنا أثنى بها ... في الحشر خلّد وصفهم مسطورا (١)
فاضت علينا من نداك غمائم ... وتفجّرت من راحتيك بحورا
من كفّ شفّاف الضياء تخاله ... لصفاء جوهره تجسّد نورا
(١) يشير غلى الاية الكريمة في الأنصار " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ".