للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعمٌ منوّعةٌ تعدّد وفرها ... أعجزت عنها شكري الموفورا

في موسمٍ للدين قد جدّدته ... وأقمت فينا عيده المشهورا

أضعاف ما أهديتنا من منّة ... تُهدي إليك ثوابها عاشورا

وعلى الطريق بشائر محمودة ... ألقاك جذلاناً بها مسرورا وقال يصف زهر القرنفل الصعب الاجتناء بجبل الفتح، وقد وقع له السلطان الغني بالله المذكور بذلك، فارتجل قطعاً منها:

أتوني بنوّارٍ يروق نضارة ... كخدّ الذي أهوى وطيب تنفّسه

وجاءوا به من شاهقٍ متمنّعٍ ... تمنع ذاك الظبي في ظلّ مكنسه

رعى الله مني عاشقاً متقنعاً ... بزهرٍ حكى في الحسن خدّ مؤنسه

وإن هبّ خفّاق النسيم بنفحةٍ ... حكت عرفه طيباً قضى بتأنسه ومنها:

رعى الله زهراً ينتمي لقرنفلٍ ... حكى عرف من أهوى وإشراق خدّه

ومنبته في شاهقٍ متمنّعٍ ... كما امتنع المحبوب في تيه صدّه

أميل إذا الأغصان مالت بروضةٍ ... أعانق منها القضب شوقاً لقدّه

وأهفو لخفّاق النّسيم إذا سرى ... وأهوى أريج الطيب من عرف ندّه ومنها:

يقرّ بعيني أن أرى الزهر يانعاً ... وقد نازع المحبوب في الحسن وصفه

وما أبصرت عيني كزهر قرنفٍ ... حكى خدّ من يسبي الفؤاد وعرفه

تمنّع في أعلى الهضاب لمجتنٍ ... تمنّعه منّي إذا رمت إلفه

وفي جبل الفتح اجتنوه تفاؤلاً ... بفتحٍ لباب الوصل يمنح عطفه

وما ضرّ ذاك الغصن وهو مرنّح ... إذا ما ثنى نحو المتيّم عطفه

<<  <  ج: ص:  >  >>