أمولاي إنّ السعد منك لآيةٌ (١) ... أنارت بها الأكوان جذوة مقبس
إذا شئت أن ترمي القصيّ من المنى ... تدور لك الأفلاك مرفوعة القسي
فترمي بسهم من سعودك صائب ... سديد لأغراض الأماني مقرطس
أهنيك بالإبلال ممّن شفاؤه ... شفاؤك فاشكر من تلافى وقدّس
ودعني أرد يمناك فهي غمامة ... تبخّل صوب العارض المتبجّس
أقبّل منها راحةً إثر راحةٍ ... أتتك بها الركبان من بيت مقدس
ومن نسب الفتح المبين ولادة ... إليه بغير الفخر لم يتأسّس
فيا أيها المولى الذي بكماله ... خلائف هذا العصر في الفخر تأتسي
لآمنت موسى من عوادي سميّه ... ولولاك لم يبرح بخيفة موجس
بعثت بميمون النقيبة في اسمه ... خلود لعزّ ثابتٍ متأسّس
فجاءك بالمال العريض هديّةً ... بها الدين أثواب المسرّة يكتسي
وشفّعها بالصافنات كأنّها ... وقد راق مرآها جآذر مكنس
تنص من الإشراف جيد غزالةٍ ... وترنو من الإيجاس عن لحظ أشوس
لك الخير موسى مثل موسى، كلاهما ... بغير شعار الودّ لم يتلبّس
فلا زلت في ظلّ النّعيم وكلّ من ... يعاديك لا ينفك يشقى بأبؤس
عليك سلام مثل حمدك عاطرٌ ... تنفّس وجه الصبح عنه بمعطس وقال في مولد عام سبعة وستين وسبعمائة وألمّ في أخرياتها بوصف المشور الأسنى، الرفيع المبنى:
زار الخيال بأيمن الزوراء ... فجلا سناه غياهب الظّلماء
وسرى مع النسمات يسحب ذيله ... فأتت تنمّ بعنبر وكباء
هذا وما شيء ألذّ من المنى ... إلاّ زيارته مع الإغفاء
(١) الأزهار: أمولاي وإلى السعد منك ولاية.