أشكو إليك وأنت خير مؤمّل ... داء الذنوب وفي يديك دوائي
إنّي مددت يدي إليك تضرّعاً ... حاشا وكلاّ أن يخيب رجائي
إن كنت لم أخلص إليك فإنّما ... خلصت إليك محبتي وندائي
وبسعد مولاي الإمام محمّدٍ ... تعد الأماني أن يتاح لقائي
ظلّ الإله على البلاد وأهلها ... فخر الملوك السادة الخلفاء
غوث العباد وليث مشتجر القنا ... يوم الطعان وفارج الغمّاء
كالدّهر في سطواته وسماحه ... تجري صباه بزعزعٍ ورخاء
رقّت شجاياه وراقت مجتلى ... كالنّهر وسط الروضة الغنّاء (١)
كالزهر في إبراقه، والبدر في ... إشراقه، والزّهر في لألاء
يا ابن الألى إجمالهم وجمالهم ... فلق الصباح وواكف الأنواء
أنصار دين الله حزب رسوله ... والسّابقون بحلبة العلياء
يا ابن الخلائف من بني نصرٍ ومن ... حاطوا ذمار الملّة السّمحاء
من كلّ من تقف الملوك ببابه ... يستمطرون سحائب النعماء
قوم إذا قادوا الجيوش إلى الوغى ... فالرعب رائدهم إلى الأعداء
والعز مجلوب بكلّ كتيبةٍ ... والنصر معقود بكلّ لواء
يا وارثاً عنها مناقبها التي ... تسمو مراقيها على الجوزاء
يا فخر أندلس وعصمة أهلها ... يجزيك عنها الله خير جزاء
كم خضت طوع صلاحها من مهمه ... لا تهتدي فيه القطا للماء
تهدي بها حادي السرى بعزائمٍ ... تهدي نجوم الأفق فضل ضياء
فارفع لواء الفخر غير مدافعٍ ... واسحب ذيول العزة القعساء
واهنأ بمبناك السعيد فإنّه ... كهف ليوم مشورة وعطاء
(١) الأزهار: الفيحاء.