للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لله منه هالة قد أصبحت ... حرم العفاة ومصرع الأعداء

تنتابها طير الرجاء فتجتني ... ثمر المنى من دوحة الآلاء

لله منه قبة مرفوعة ... دون السماء تفوت لحظ الرائي

راقت بدائع وشيها فكأنها ... وشيُ الربيع بمسقط الأنداء

عظّمت ميلاد النبيّ محمّد ... وشفعته باللّيلة الغرّاء

أحييت ليلك ساهراً فأفدتنا ... قوت القلوب بذلك الإحياء (١)

يا أيها الملك الهمام المجتبى ... فاتت علاك مدارك العقلاء

من لي بأن أحصي مناقبك التي ... ضاقت بهنّ مذاهب الفصحاء

وإليك مني (٢) روضةً مطلولةً ... أرجت أزاهرها بطيب ثناء

فافسح لها أكناف صفحك إنها ... بكر أتت تمشي على استحياء قال ابن الأحمر: ومن إعذاريات ابن زمرك المحكمة نسقاً ورصفاً، المتناهية في كل فن حسن تحلية غريبة ووصفاً - حسبما اقتضته ملاحظة النسبة الرفيعة مولانا رحمة الله تعالى عليه واحتفاله المناسب لعز ملكه من تعميم الخلق بالجفلى في دعواهم، واستدعاء أشراف الأمم من أهل المغرب وسواهم، تفنناً في مكارم متعددة أيامها عن أصالة المجد معربة، وإغراء لهمم الملك بما لتتميم الأنس من أوضاع مغرية، ومباهاة بعرض الجيوش والكتائب للعدو الكافر، وتكاثراً من مماليك دولته بالعدد الوافر، ممّا ألجم اللسن الذكي عيّاً، وغادر الإعذار الذنّونّي منسيّاً، كافأ الله سبحانه أبوّته المولوية عنّا وعن آبائنا، وتلقى بالقبول الكفيل بتجديد الرضوان ما يصل له من خالص دعائنا، إنه منعم جواد - قوله في الصنيع المختص من ذلك بمولانا الوالد قدّس الله تعالى روحه، وذلك سنة أربع وستين وسبعمائة:


(١) ورى هنا بكتابي " قوت القلوب " و " إحياء علوم الدين ".
(٢) ق: منها؛ يعني القصيدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>